أذكر كيف كنت أبحث عن ححج لأبرر هذا التناقض الذي لا يمكن أن ينتج عن استخدام أرقام صحيحة لا مبالغة فيها كنت أقول بالتأكيد الحال ليس كما يظهر لي ولابد ان الواقع أفضل بكثير بالنسبة للآخرين، كنت أكذب الواقع الذي أعيشه من أجل أرقام صماءٍ خرساءٍ لا يوجد لها بحياة الناس أدنى علاقة، أرقام لا تسمع صرخات أطفال في ليالٍ شديدة البرودة يتضورون فيها جوعاً، لا تعير آلام مرضى لا يملكون ثمن دواء يذهب مرضهم أو حتى يخخف أوجاعهم أي اهتمام. لا تنظر هذه الأرقام إلى مدارسنا وحالها المؤسف ولا إلى طرقنا سيئة الرصف أو غير المرصوفة أصلاً. وإني لأعجب من حالي حينئذٍ كيف كنت أغمض عيناي عن حال مصرنا المؤسف من أجل تصديق تلك الأرقام.
هكذا كان حال كثير من الأرقام في مصرنا قبل ثورة 25 يناير 2011، كانت غالباً ما تفوح منها رائحة أقل ما يمكن أن توصف بها المبالغة والبعد عن واقع الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق