بحث في مدونة إبداعاتنا

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

نحن والمبالغة

المبالغة تعني تصوير شيء أو واقع ما بصورة أكبر من حجمه الطبيعي بحيث يظهر الشيء أو الواقع أكثر أهمية أو خطورة مما هو فعلاً عليه. والمبالغة كما أعرف ليست حكراً على شعب من الشعوب بل هي منتشرة بين شعوب العالم. ويشاع استخدامها بكثرة بين الأدباء ولكن سحر تأثيرها يجعل حتى من لا يجيد القراءة والكتابة يستخدمها كثيراً. وأحسب أن الإفراط في المبالغةخطأ يجب تفادي الوقوع فيه.

من أمثلة المبالغة:
قول فلان: "لم يخلق الله بعد من يستطيع مضايقتي"؛ و ينسى أو يتجاهل هذا أن حشرة صغيرة كالذبابة أو الصرصور لو دخلت أحد أذنيه ستجعله يشعر بأكثر من مجرد المضايقة!
و قول: " أنت أعدل سطان"؛ ربما كان عادلاً ولكن هل هذا السلطان أكثرعدلاً من عدل الخلفاء الراشدين مثلاً؟
وقول: "أنا مقتول ولا أقوى على صلاة العشاء، سأصليها غداًً إن شاء الله"؛ مادام الشخص يتكلم فليس مقتولاً كما يدعي بل هو مرهق فقط.
ومن الأمثلة الأدبية قول الشاعر: "الخيل والليل والبيداء تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والقلم"

قد يكون الإفراط في المبالغة نوعان: إفراط في استخدامها أو إفراط في درجتها. الإفراط في الاستخدام يعني استخدامها بغزارة في مختلف المواقف بحيث يصبح أغلب كلام مستخدمها مبالغة. و الإفراط في الدرجة يعني استخدام درجات عالية من المبالغة،
لاحظ الفروق في درجات المبالغة:
ربما تسمع من شخص عندما تكون درجة الحرارة 35 درجة مئوية:
"الجو اليوم حار أكثر من أي يوم في التاريخ"
أو " الجواليوم نار"
أو "الجو اليوم جهنم"
مخاطر الإفراط في المبالغة بنوعيه تتعاظم حين يجتمعان، ويصبح صاحب هذا الفعل معروفاً لدى من يتعاملون معهو تجدهم نادراً ما يصدقونه. والإفراط في المبالغة أيضاً قد يدعو إلى التكاسل وأحسبه صفة من صفات الأمم المتخلفة عن ركب الحضارة، لذا يجب ضبط الكلام بحيث يقترب ما يصوره مما هو قائم بالفعل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعضاء المدونة