بحث في مدونة إبداعاتنا

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

 نحن ونظرية المؤامرة


ماذا تعني نظرية المؤامرة؟

المقصود بنظرية المؤامرة تفسير الأحداث على أساس أن ما يحدث ويظهر للناس له غرض آخر حقيقي خفي، وأن ذلك الغرض يخدم شخصاً أو أشخاصاً لا تكون منفعتهم من الحدث جلية، مما يدفع البعض من محبي التشكيك في النوايا والأقوال والأفعال إلى محاولة كشف تلك الأغراض الخفية للحدث.

متى وأين ظهرت؟

لا أعرف أين ومتى ظهرت نظرية المؤامرة ولكني أعتقد أن نظرية المؤامرة وإن كانت لم تُعرف بهذا الاسم من قبل ليست بالشيء الحديث، وأعتقد أيضاً أن معدل استخدامها أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى وأنه في زيادة مستمرة تؤكدها وتدعمها وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت والمحمول وخاصة ما يسمى بالشبكات الاجتماعية.
مثال على استخدامها:
من الأمثلة على استخدام نظرية المؤامرة فيما يحدث حولنا من أحداث:
الإدعاء بأن ثورة 25 يناير مخطط أمريكي بتنفيذ مصري وليست مصرية خالصة مع أنها بدأت دون عِلم أمريكا بها، ويتناسى القائل بهذا أن مبارك كان من أكبر حلفاء أمريكا وهو بالتأكيد خير لهم من أي رئيس سيأتي عن طريق الديمقراطية.

مخاطرها:

غالباً ما ينتج عن الاستخدام المفرط لنظرية المؤامرة الإدعاء وجود ما يسمى ب"اليد الخفية" والتي يتم استخدامها من قيب البعض كشماعة لتعليق الفشل عليها في ظل وجود من لهم قابلية تصديق مثل هذه الإدعاءات من مدمني استخدام وتصديق الإشاعات والأكاذيب. ومن أكبر مخاطر ذلك الإدمان التكاسل عن البحث عن الأسباب الحقيقية للفشل، فأمثال هؤلاء يختلقون الأعداء ويكتفون بإلقاء اللوم عليهم كلما فشلوا ويبحثون عن مبرارت واهية لذلك اللوم. خير مثال على استخدام الإدعاء بوجود اليد الخفية تفسير البعض لمعظم الأحداث التي تمر بها مجتمعاتنا حالياً  مثل الثورة وأحداث بورسعيد وغيرهما.

كيف يمكن الرد عليها؟

والرد على نظرية المؤامرة وادعاء وجود اليد الخفية يكون باستخدام المنطق والإجابة عن سؤال واحد: ما احتمالات حدوث الحدث في نفس وقت حدوثه بنفس الكيفية دون أي تدخلات؟ تخيل معي قيام ثورة في دولة متقدمة يتمتع مواطنيها بكافة حقوقهم ومستويات دخل مرتفعة، أعتقد أن نسبة احتمالات قيام الثورة فيها لا تتعدى أقل من 01% ساعتها يصبح البحث عن اليد الخفية منطقي جداً، أما لو كانت نسبة الاحتمالات كبيرة فإن ذلك يعني أن اليد الخفية ليس لها دور تلعبه في وقوع الحدث وأن نظرية المؤامرة حينئذٍ ليست سوى خيال لأشخاص غير واقعيين لهم منفعة ما من نشرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعضاء المدونة